صرخة المعلمين في عدن: "رواتب لا تكفي.. وحقوق مهضومة تطالب بالإنصاف"

شهدت العاصمة عدن صباح أمس الأربعاء مظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، نظمها موظفو القطاع العام للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وتصدرت المطالب إعادة الرواتب إلى بند الأجور والرواتب بدلاً من بند الهبات، وصرفها بانتظام نهاية كل شهر دون تأخير.

 

مطالب هيكلة الأجور وتحسين المعيشة:

أكد المحتجون، في الوقفة التي نظمها اتحاد نقابات عمال الجنوب بمشاركة الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي ومجلس تنسيق المتقاعدين ومنظمات المجتمع المدني، على ضرورة هيكلة الأجور بما يتناسب مع تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار. كما دعوا إلى تحريك التسويات والعلاوات القانونية وتنفيذ قراراتها، مشددين على أهمية تبني برنامج إصلاحي اقتصادي شامل لوقف الانهيار المالي وتحقيق الاستقرار المعيشي.

 

أزمة المعلم وكرامته المهدورة:

خلال المظاهرة، عبّر المشاركون عن تدهور أوضاع المعلمين، مؤكدين أن كرامة المعلم أصبحت مهددة بسبب تدني الرواتب التي لا تكفي لتأمين احتياجاتهم الأساسية. وأوضح نائب رئيس نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين، الأستاذ سمير أبو بكر باعزب، قائلاً: "أمضيت أكثر من 32 سنة في التعليم، واليوم لا يتجاوز راتبي 150 ريالاً سعودياً، وهو مبلغ لا يكفي للإعانة الأساسية. نحن نطالب الأمم المتحدة والتحالف والحكومة بتحسين أوضاع المعلمين، فهم العمود الفقري لبناء المجتمع".

 

وأضافت مديرة مجمع زايد الخير، الأستاذة جيهان، أن "إهدار حقوق المعلم يُنذر بتدهور المجتمع بأكمله. كيف يمكن للمعلم أداء رسالته في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة؟".

 

أوضاع مأساوية ودعوات لإنقاذ التعليم:

أشار عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين الجنوبيين، نصر السلامي، إلى أن الوضع أصبح كارثياً. "رواتبنا لا تكفي حتى لشراء الاحتياجات الأساسية. نحن في وضع لا يحتمل، ونطالب بهيكلة شاملة للأجور وتحسين الظروف المعيشية".

 

وأردف قائلاً: "نناشد التحالف العربي والحكومة بتحمل مسؤولياتهم. لدينا موارد هائلة، لكننا محرومون من الاستفادة منها. إذا لم تتحسن الأوضاع، فمن الأفضل أن يُترك لنا حرية بناء مستقبلنا بأنفسنا".

 

ختام المظاهرة: رسالة إلى المجتمع الدولي:

في البيان الختامي، شدد المحتجون على أهمية تعزيز دور الرقابة ومكافحة الفساد الإداري، وتحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والتعليم والصحة. كما طالبوا بإعادة الاعتبار للمسرحين والجرحى والشهداء، مع ترتيب أوضاعهم وجبر الضرر الذي لحق بهم منذ حرب 1994.

 

واختتم المحتجون رسالتهم بمناشدة الأمم المتحدة ودول التحالف والحكومة اليمنية بضرورة التحرك السريع لإنقاذ التعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية، مؤكدين أن كرامة المجتمع تبدأ من كرامة المعلم.

 

02-يناير-2025