- اخبار عاجلة
- تنفيذية انتقالي وادي وصحراء حضرموت تحذر من مشاريع الفوضى واستهداف قوات النخبة لإبقاء قوات الاحتلال بالوادي
- منذ 3 أيام
الضالع: انتفاضة شعبية ضد الفساد والجوع، وحكومة عاجزة عن تلبية مطالب الشعب
https://www.youtube.com/watch?v=dz5pDhJtIqE
تستمر الاحتجاجات في محافظة الضالع، جنوب اليمن، في تصاعد مستمر، حيث يخرج المواطنون إلى الشوارع معبرين عن غضبهم العارم من حكومة أثبتت عجزها التام عن تلبية أبسط احتياجاتهم. في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة وأزمات معيشية خانقة، أصبح شعار "انتفاضة ضد الفساد" هو المعبر الأقوى عن واقع مرير يعيشه المواطنون الذين أضحوا يعيشون تحت وطأة الفقر والجوع.
تتصاعد الاحتجاجات في الضالع نتيجة لتفاقم الأوضاع الاقتصادية التي ضربت المنطقة بشكل خاص، حيث يسود ارتفاع الأسعار الحاد وندرة السلع الأساسية. الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون باتت تتضاعف يومًا بعد يوم، وسط إهمال حكومي واضح وعدم اتخاذ أي تدابير ملموسة للتخفيف من حدة الأزمة أو معالجة الفساد المستشري الذي ينهش مقدرات الدولة.
المطالب الشعبية لم تعد معقدة أو صعبة التحقيق، بل تتلخص في حقوق أساسية يراها المواطنون حقًا طبيعيًا: العيش الكريم، توفير الأمن، وتلبية الاحتياجات المعيشية البسيطة. ومع ذلك، يبدو أن النظام الحاكم لا يعير هذه المطالب أي اهتمام، بل يواصل تجاهلها حتى تحول غضب الشعب إلى انتفاضة مستمرة ضد واقع قاتم تسببت فيه سياسات الفساد والتجاهل المتعمد.
إن استمرار الاحتجاجات في الضالع يكشف عن أزمة سياسية واقتصادية عميقة، وأصبح الفساد بمختلف أشكاله أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تصاعد هذه المظاهرات. هذه الاحتجاجات ليست مجرد لحظة غضب عابرة، بل هي تعبير عن رفض شعبي عميق وواسع لسياسات الحكومة التي فشلت في معالجة الأزمات المزمنة. من الواضح أن هذه الانتفاضة تمثل نقطة تحول فارقة في العلاقة بين الشعب والنظام، حيث باتت الثقة معدومة تمامًا بين الطرفين.
وما يزيد من تعقيد الوضع هو غياب الحلول الفعّالة من قبل الحكومة، وتواصل الوعود التي تبدو خالية من أي نية حقيقية للإصلاح. المواطنون في الضالع، كما في العديد من مناطق الجنوب، يعانون من تدهور مستمر في مستويات الحياة اليومية، ما يدفعهم إلى النزول إلى الشوارع ليس للمطالبة بمطالب اقتصادية فحسب، بل من أجل استعادة كرامتهم المهدورة وحقوقهم المسلوبة.
وفي هذا السياق، يعبر المتظاهرون عن تصميمهم على مواصلة تحركهم السلمي حتى تحقيق مطالبهم العادلة، مطالبين بتغيير حقيقي في سياسات الحكومة تجاه قضايا الفساد والتدهور الاقتصادي. إن هذا الحراك الشعبي يمثل اختبارًا حاسمًا للسلطات: هل ستستجيب هذه الحكومة لمطالب الشعب وتبدأ في اتخاذ إجراءات حقيقية للإصلاح؟ أم ستستمر في سياسة الاستجابة الضعيفة والتكتم على الأزمات، ما سيؤدي إلى توسيع الهوة بين الشعب والحكومة؟
إن ما يحدث اليوم في الضالع هو بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى مراجعة شاملة للسياسات الحكومية، وتغيير جذري يضع مصلحة المواطن في أولويات السلطة. ومن خلال هذه الانتفاضة، يبعث الشعب في الضالع رسالة قوية إلى كل القوى السياسية مفادها أن زمن الفساد والتجاهل قد ولى، وأن الطريق نحو المستقبل يتطلب عدالة اجتماعية حقيقية وإصلاحات اقتصادية عاجلة.
09-فبراير-2025